إثبات القرآن أو نهاية الإسلام

 تحميل كتاب « إثبات القرآن أو نهاية الإسلام » باللغة

العربيّة

مقدمة المترجم

إن المسيحية والإسلام من أكثر الدّيانات انتشارا في العالم، ولكنّهما يختلفان جذريا، اختلاف
السّماء عن الأرض. هذا الكتاب هو دراسة عِلميّة، منطقية للقرآن، لجأ فيها المؤلف الى تحليل
المنطق السليم والنقد التاريخي، للوصول بالقارىء الى اكتشاف التّناقض الرهيب بين الإسلام
الحقيقي كما هو في القرآن والحديث، وبين الإسلام الذي تُلبِسه الدعايات ثوبا برّاقا جذابا تخفي ما
في الإسلام من أساس فاسد ومن عنف تجاه غير المسلمين، وتجاه المسلمين الذين يتخلّون عن
الإسلام.

1 – هذا الكتاب مُوجّه أوّلا الى المُسلم المُطَّلع على قرآنه كما يدرّسوه في المدارس والجامعات.
فالمسلم، من الناحية الدينية، لا يحق له أن يسأل وان يستنير بالنسبة لأمور معتقداته سوى ضمن
النطاق المسموح له، والويل له إذا سوَّلت له نفسه ان يُلقي أي سؤال يخالف ذلك. أننا مطلعون
على حالات مؤلمة بهذا الصدد حيث تعرَّض اصحاب الاسئلة الى الاضطهاد والطرد من
المدرسة والجامعة والى السجن لانهم وجهوا السؤال: “ ماذا يحتوي القرآن من جديد بالنسبة
للانجيل “.

هذا الكتاب يفتح أمام المسلم ابواب حريته المغلقة، ويدعو العقل الى التفكير، والمنطق إلى
الاستنتاج، وذلك من خلال الاسئلة الكثيرة التي يطرحها المؤلف حول القرآن ونشأة الإسلام. فاذا
ما فتح القارىء المسلم قلبه ونفسه للحقيقة العلمية والتاريخية والايمانية التي يطّلع عليها من
خلال هذا الكتاب، فإنه يكتشف مع المؤلف، الفوضى في نصوص القرآن، وعدم التناسق بينها،
والتناقضات الكثيرة، والاغلاط اللغوية التي لا تُحصى، مما يُثْبِت بكل تأكيد ان القرآن ليس من
أصل إلهي كما علّموه جزافا، بل هو من صنع البشر.

أما المسلم الذي لم يَعُد على اتصال بالقرآن، الذي لم يبقَ في ذهنه سوى القليل مما تعلّمه منذ
الصِّغر والذي يُغذّي فيه الجهل والكبرياء، فلن يفهم من هذا الكتاب الشيء الكثير. ولكن عنوان
هذا الكتاب قد يولد فيه رغبة الاطلاع على محتواه … وقد يفتح قلبه لكي يفهم القرآن على
حقيقته. ولكن من جهة ثانية قد يُتهم المؤلف بالانحياز او التعصب، لانه يُبرِز حقائق كثيرة لا
يريد رجال الدين المسلمين ان يتطرق اليها أحد بِحُجّة ان القرآن كتاب إلهي. والويل لمن يَتجرّأ
ويقول خلاف ذلك، سواء كان مسلما أو غير مسلم.

2 – هذه الكتاب موجَّهة ثانيا الى المسيحيين وغير المسلمين، بنوع خاص في الغرب وامريكا
لأن دعاة الدين الإسلامي يستهدفونهم ويستغلون جهلهم لإيمانهم المسيحي وجهلهم للإسلام على
السواء. إنّه يُقدِّم لهم دراسة علميّة، تاريخية، ومنطقية لحقيقة القرآن والاسلام من دون مواربة.

3 – بالإضافة الى ذلك، أود أن ألفت الانتباه، بنوع خاص، الى اربع نقاط أساسية:
النقطة الاولى: تاريخ الإسلام
يكفي للانسان الذي يتمتع بالعقل والمنطق السليمين ان يراجع تاريخ نشأة الإسلام لكي يكتشف ان
القرآن هو من صنع البشر وليس من صنع الله. قال الكردينال القديس جون هنري نيومن الذي
كان بروتستنطيا ثم اعتنق الإيمان الكاثوليكي بعد دراسة جادّة لتاريخ نشأة البروتستنطية: ” اذا

اطّلَع البروتستنطي على تاريخ نشأة البروتستنط لا يمكن ان يبقى بروتستنطيا، بل يعود الى
الإيمان الكاثوليكي “. ونستطيع ان نكرر القول نفسه لِأخينا المسلم. فإذا تجرّأ ودرس تاريخ نشأة
القرآن بصدق ومنطق ونزاهة فإنه يكتشف، لا محالة، بأن القرآن ليس من صنع الله بل من صنع
البشر، وسرعان ما يتولد في قلبه حب الاطلاع على الإنجيل المقدَّس وعلى الدّين المسيحي.

النقطة الثانية: القرآن يطيح بكرامة الإنسان وقيمة الحياة.

إن تمييز الإسلام بين المسلمين وغير المسلمين لا يتوقف فقط على الاختلاف الديني بينهم، بل
يطيح بكرامة الإنسان وقيمة الحياة. فالإسلام يُعلِّم أن الإنسان يولد مسلما، وان الخليقة خاضعة
لإرادة الله وأن إرادة الله هي الإسلام ليس إلّا. وقد ذكر ابو هريرة أن محمدا قال بان ما من مولود
إلّا ويولد على الِفطرة وان الفِطرة هي الاسلام. “ فأبواه يهوّدانه أو يُنصِّرانه او يمجِّسانه كما
تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسّون فيها من جدعاء ” (البخاري 23: 467). كذلك ورد في
السورة 95، في الآية 4-6 منه: ” لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ثم رددناه أسفل سافلين إن
الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون “. وحدّث عكرمة قال: ” … أُتِي علي –
رضي الله عنه – بزنادقة فأحرقهم فبلغ ذلك ابن عباس فقال لو كنت أنا لم احرقهم لِنَهِي رسول
الله صلى الله عليه وسلم ولقتلتهم لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ” مَن بدّل دينه فاقتلوه “
(البخاري. باب حكم المرتد والمرتدّة) “.

كل ذلك يعني أن الإنسان ليس له نصيب في طبيعة الله، وأن قيمته البشرية هي صفة خارجية ،
وليست صفة فطرية متأصلة في طبيعته البشرية، كما تعلم الكنيسة وكما ورد في سفر التكورين
1/27 أي ان الإنسان مخلوق على صورة الله ومثاله. فكرامة الإنسان وحقوقه الإنسانية، بحسب
القران مشروطة بإيمانه بالإسلام. ولذلك يَعتبر الإسلام ان خيار التخلي عن الإسلام يعني تَخلِّي
الإنسان عن انسانيته، وبالتالي ليس له حق على الحياة، ولا فرق بينه وبين الحيوان، ولا يمكن
استعادة إنسانيته إلا من خلال العودة الى اعتناق الإسلام … ولذلك فالموت للمسلم الذي يَرْتد عن
الإسلام هو امر طبيعي في القرآن والإسلام. كذلك أيضا يُعتبر أمرا بديهيا ان يمارس المسلم
العنف ضد من يرفض الدخول في الإسلام. وكثيرا ما يحدث أن افرادا من المسلمين، مدسوسين
من الجماعات الإسلامية المتطرّفة، يعتدون على حياة الناس وأماكن العبادة غير الإسلامية، في
العالم الإسلامي وغير الإسلامي، ولا يثير ذلك احتجاج أي من رؤساء الدين الإسلامي، وانما
يثير فقط استياء رجال السياسة المسلمين، نظرا لمصالحهم السياسية.

النقطة الثالثة: في كل ديانات العالم هنالك اناس صالحون وطيبون وغيرهم أشرار وعنيفون.
إن نمط الحياة الذي يسلكه الإنسان لا يُغيِّر شيئا من الديانة التي ينتمي إليها، مهما كانت سلوكياته.
فالمسيحية تُعَلِّم ابناءها بأن يحبوا الله ويحفظوا وصاياه، وان يحبوا كل انسان حتى لو كان عدوّا،
وان لا يكافئوا احدا على شر بشر. فإذا كان المسيحي شريرا فإنه يعرف أنه مذنب تجاه الله
والكنيسة، ولا يجد في ايمانه أي مبرر لسؤ تصرفه. بينما الإسلام فهو بعكس ذلك، إذ يعلم ان
كرامة الانسان متأتية من انتمائه الى الإسلام، وبالتالي لا كرامة ولا حقوق انسانية لغير المسلم.
فإذا كان المسلم شريرا ويعتدي على انسان آخر لكونه ليس مسلما، فإن معتقده يدعمه ويشجعه
على القيام بهذا الشر

أمّا المسلم الذي لا يريد شرا لِأحد ويعمل الخير على قدر استطاعته، فإنه في الواقع يتخلّى عن
مبادىء الإسلام التي تبرر العنف وتطيح بحرية الإنسان وكرامته، ويتصرف حسنا مصغيا
لصوت الله الخالق في عمق نفسه. رسميا يُعتبر مُسلما، ولكنه في الواقع يعيش ” بقلب مسيحي “.
وبالتالي فهو ليس بعيدا عن الإيمان بالمسيح، خصوصا إذا ما قرأ بإمعان وروية هذا الكتاب الذي
يكشف له الإسلام على حقيقته الراهنة. اننا نعرف الكثيرين من المسلمين الذين يعيشون بقلب
مسيحي، ونبادلهم ويبادلوننا الحب الصادق، ونقوم وإياهم بأعمال الخير الكثيرة.
رابعا – هنالك إسلام واحد، وهو الإسلام العنيف

قد يختلف المسلمون في ما بينهم، وتجد كثيرين منهم يريدون الاعتدال وغيرهم العنف،
ويقولون: نحن للإسلام المعتدل، وغيرهم يقولون: ” نحن للإسلام العنيف “. إلا ان الإسلام واحد،
وهو إسلام القرآن والحديث. اعتقد ان لا احد يعترض على هذا المبدأ. وإسلام القران والحديث
يقدم ذاته بعنف وسلطان واذلال للإنسان غير المسلم ، ويسلب المسلم حُرّيته الدينية، كما ورد في
هذا الكتاب. حقا، إن الإسلام العنيف المتطرف هو الإسلام الحقيقي.

إن اوروبا تجهل الإسلام على حقيقته الأساسية لانها تجهل القرآن والتعاليم التي يحتويها. فبالنسبة
للحرية، على سبيل المثال، فان الإسلام يخالف مخالفة جسيمة مبدأ الحياة الأساسي في البلاد
الاوروبية. ان رؤساء الدول الأوروبية الذين يرفضون المسيح ويرحبون بالإسلام، يغمضون
أعينهم عن ان الإسلام يرفض الحرية الدينية، ولذلك يتساءل المرء: ماذا سوف يقطفون؟ ان
الإسلام يغذي العنف لدى الكثيرين من المسلمين في مختلف انحاء العالم. والأمثلة على ذلك كثيرة
جدّا.